خطبة الجمعة
أحكام خاصة بالشهداء
11-12-2015م
الحمد لله رب
العالمين أكرم موتى المسلمين ، وخصهم
بأحكام بعد موتهم تليق بكرامة الإنسان ، وجعل للشهداء أحكاما تليق بمنزلتهم وفضلهم
،فهم الأحياء المكرمون عند ربهم ،أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم
تأوي في قناديل تحت العرش،فنسألك اللهم أن تغفر لنا ولهم ،وأن ترفع درجاتنا
ودرجاتهم وأن ترزقنا وإياهم رفقة النبيين والصالحين والشهداء في الفردوس الأعلى. ونشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، قال وهو أصدق القائلين :" ثم أماته
فأقبره" ،فجعل القبر ودفن الميت
إكراما له ، وتمييزا له عن سائر المخلوقات التي إذا ماتت لا تدفن . ونشهد أن سيدنا
محمدا عبد الله ورسوله إمام الخلائق في الفضائل والأخلاق ومحاسن الأفعال، كان من
عظيم صفاته وأخلاقه أنه لم يحتجز جثث قتلى المشركين بل أمر بدفنهم في التراب كما
فعل بقتلى الكفار بعد غزوة بدر ؛ حيث أمر بدفنهم في القليب ،فاللهم صل وسلم وبارك
عليه من رسول كريم ونبي عظيم، وصل اللهم على آله الطاهرين ، وعلى أصحابه الغر
الميامين ، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
يا مسلمون ، يا
مربطون:
لا تزال انتهاكات الاحتلال تتصاعد يوما بعد يوم
بقتل الأبرياء من الرجال والنساء والكبار والصغار بحجة أنهم يريدون تنفيذ اعتداءات
عليهم ،ثم بعد ذلك تقوم باحتجاز جثامين من استطاعت منهم في أماكن مجهولة ،واحتجاز
جثث الشهداء يخالف سنّة الله في الإنسان أيا كان وهي أن يوارى في التراب ويدفن ،
وتخالف مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، لذلك نطالب الاحتلال أن يعود إلى رشده وأن
يعيد تسليم جثث الشهداء لدفنها وفق أحكام الشريعة الإسلامية ،فإن حجزه لها لا
يزيده إلا سوء سمعة ، ولا ينفعه شيئا ، والتنكيل بهذه الجثث لا ينفعه ولا يضيرها
،فاللهم رد إلينا شهداءنا المحتجزين لنقوم بواجب دفنهم وإكرامهم كما تحب وترضى....
يا عباد الله ، يا
مؤمنون
أتدرون لماذا سمّي
الشهيد شهيدا ؟ لأن الله تعالى وملائكته شهدوا له بالجنة ،فقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم :"ما من أحد يدخل الجنة يحب
أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى
الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة "، ومع هذا فإن الشهيد يغفر الله له كل شيء حتى كبائر المعاصي والذنوب ما عدا
حقوق العباد فإنها تبقى في ذمته تحبسه عن الجنة حتى تقضى عنه أو يعفو عنه صاحبها
،فمن كان له شهيد وللعباد في ذمته حقوق فعليهم أن يبادروا إلى إرجاع الحقوق
لآصحابها لكي لا يظل شهيدهم محبوسا عن دخول الجنة ، وقد ضرب النبي صلى الله عليه
وسلم لحقوق العباد التي تحبس الشهيد عن الجنة بالدين ،فقال :" يغفر للشهيد كل
ذنب إلا الدين "
يا عباد الله
وأما حقوق الله تعالى كالصلاة فإذا كان الشهيد
من غير المصلين فإن الله غفور رحيم ، ويرجى له مغفرتها ولكن على من يحرص على إرضاء
ربه بالشهادة أن يرضيه قبل ذلك بأداء الصلاة وغيرها من الفرائض فإن الله سبحانه
يأمرنا قائلا : "| فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون"ويقول رسولنا صلى الله عليه
وسلم : " ما نهيتكم عنه
فانتهوا وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم
".
يا مسلمون ، يا
مؤمنون
والشهداء عند الله
ثلاثة شهداء ، شهيد الدنيا والآخرة وهو الذي يقتله الكفار أثناء القتال وهو محتسب مخلص النية لله رب العالمين ،و شهيد
الدنيا وهو الذي يقتله الكفار أثناء القتال ولكن نيته لغرض من أغراض الدنيا ليس
لله فيها نصيب ، فقد روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال:" إن رجلا أتى
النبي صلى الله عليه وسلم مستفهما فقال : الرجل يقاتل للمغنم
والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى
مكانه فمن في سبيل الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"من قاتل
لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "،وأما الشهيد الثالث فهو شهيد
الآخرة فهو الذي يقتل مظلوما أو كالذي يموت غريقا كالذين يموتون غرقى من المهاجرين
من سوريا وغيرها عبر البحر أو كالذي يموت مبطونا أو يموت بالطاعون وكالنفساء التي
تموت في طلقها وكالذين يموتون تحت الأنقاض
حيث تهدم بيوتهم فوقهم ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم:" الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل
الله " ...
يا مسلمون ، يا عباد الله
والشهيد الذي يموت في القتال مع الكفار لا يغسل
ولا يصلى عليه ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر في شهداء غزوة أحد بدفنهم من
غير غسل ولم يصل عليهم ،وقال :"زملوهم بدمائهم"، والحكمة من عدم غسل
الشهداء ليلقى هؤلاء الشهداء ربهم بجراحهم ودمائهم ،فقد جاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم : أن ريح الكلم أي الجرح ريح المسك واللون لون الدم ، وأما ترك الصلاة
على الشهداء فللتخفيف عمن بقي من المسلمين ، ولأن الصلاة على الميت وقد وصف الله
الشهداء بأنهم أحياء والصلاة على الميت وليست على الحي ،ولأن الشهيد مستغن عن دعاء
المسلمين له بما حباه الله تعالى من مغفرة الذنوب حيث جاء في الحديث الشريف
:" إن السيف محّاء الخطايا ،
وهذا كله أيضا لإبقاء أثر الشهادة
على الشهداء الذين هم " أحياء عند ربهم يرزقون".
يا مرابطون ، يا مؤمنون
وأما صلاتنا صلاة
الغائب على الشهداء ، فلأن كثيرا منهم مات ظلما من غير قتال ،ولأن النبي صلى الله
عليه وسلم صلى على النجاشي وهو في الحبشة والنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
،ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج بعد ثماني سنوات فصلى على أهل أحد كالمودع
للأحياء وللأموات ،ففي صلاة الغائب مقاصد عديدة منها إكرام الشهداء الذين ماتوا
ظلما ،والاحتفاء بهم وتعظيمهم وإكرامهم ،وكيف لا نكرم الشهداء ونحتفي بهم وقد
أكرمهم الله عز وجل وأعلى درجاتهم ففي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم : "إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل
الله ما بين الدرجتين ما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس "
يا مسلمون
وإذا اسشتهد المسلم
وترك زوجة وراءه فيلزم زوجته العدة ،أربعة أشهر وعشرا إن لم تكن حاملا ،وإن كانت
حاملا حتى تضع حملها ، وتبتدىء عدتها فور وصولها نبأ استشهاده في بيتها الذي كانت
تسكن فيه معه لا تخرج من بيتها إلا لقضاء
حوائجها الضرورية ،وأما البكاء على الشهيد فلا أقل من البكاء عليه وهو هو ،ولكن من
غير نياحة ،فعن عمر رضي الله عنه أنه سمع امرأة تبكي على ولدها بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنهاها عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" دعها يا عمر فإن القلب حزين والنفس مصابة والعهد
قريب ، ونحن في أرض الإسراء والمعراج سنظل نبكي على شهدائنا حتى يدفنوا ، وسنظل
نبكي عليهم حتى يجمعنا الله بهم في جنات النعيم ،فاللهم الثبات الثبات ! ارزقنا
الصبر والسلوان ، واجمعنا بهم في الجنان
أيها
المسلمون ، يا عباد الله
للشهيد علينا حقوق كثيرة منها أن ننعاه ونشيع خبر استشهاده: وذلك حتى يعلم الناس
بقتله، فيتسنى لهم المشاركة فى تشييع جنازته وحضور دفنه والتعزية فيه ، وقد نعى
النبى (صلى الله عليه وسلم) شهداء مؤتة وعيناه تذرفان وأن نستغفر لهم وندعوا لهم: فقد استغفر الرسول (صلى الله
عليه وسلم) من على المنبر لشهداء أحد ودعا لهم ،وأن نتحدث بمآثرهم ونثني عليهم ،
وأن نرفع
ذكرهم بالإكثار من الإشادة بهم فى كل مناسبة وتسمية المؤسسات من مدارس وجامعات
ومستشفيات وشوارع بأسمائهم .
يا
مرابطون :
وما
حدث في الأيام الماضية من جمع تبرعات لمن هدمت بيوتهم يدل على الإيمان العامر
للقلوب وعلى صدق الانتماء لهذا الدين وهذه الأرض وعلى حب الناس لبعضهم البعض وعلى
تكافلهم والشيء من معدنه لا يستغرب فقد عودنا شعبنا أن يكونوا دائما في مقدمة
الطلائع التي تبذل حين يجب البذل فنشكرهم على بذلهم وعطائهم ،ونطالبهم أن لا ينسوا
كفالة ورعاية أسر الشهداء زوجات وأولادا "فالمسلم للمسلم كالنبيان يشد بعضه
بعضا" ،وبهذه المناسبة فإنني أنبه إلى أن ما يحصل عليه أهل الشهيد بعد
استشهاده لا يعتبر من الميراث ، لأن الميت ليس أهلا للتملك بعد موته ، فما يحصل
عليه أهل الشهيد بعد استشهاده هو عطية تقسم على ورثة الشهيد بحسب الجهة المانحة
لأنها لم تكن ملكا للشهيد حال حياته ، فلا تأخذ حكم الميراث...
يا
مؤمنون يا مرابطون
وردت الآيات والأحاديث تثبت أن الشهداء أحياء عند ربهم
يرزقون، وأن أرواحهم في جوف طير خضر تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل
معلقة بالعرش. ولكن هذا لا يعني أن أجسادهم لا تبلى، فحياة البرزخ لا تقاس بحياة
الدنيا. وقد تبقى أجساد بعض الشهداء كرامة من الله عز وجل لهم كما حصل لشهداء
أحد، ومن حهة أخرى فإن الشهيد يشفع في سبعين من
أقاربه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" الشهيد يشفع في سبعين من أهل
بيته"، فهنيئا لأهالي الشهداء بهذه
الكرامة بشفاعة شهدائهم لهم
يا مسلمون: والنعم التي يحصل عليها الشهداء كثيرة منها ما
جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم :
«الشهداء على بارق
نهر بباب الجنة في روضة خضراء يخرج عليهم
رزقهم من الجنة بكرة وعشيًا»،
فاللهم أحينا سعداء ،وأنزلنا منزل
الشهداء ،ولا تسلط علينا الأعداء وانصرنا على
القوم الكافرين وانصرنا على القوم الظالمين وانصرنا على القوم المجرمين.
عباد الله : استغفروا الله وادعوه
وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله غفور رحيم وتواب كريم
ـ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ،ونشهد أن الله
وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وبارك عليه
وعلى أله الأطهار وعلى أصحابه الأخيار وعلى التابعين لهم بإحسان على يوم الدين ...
أما بعد أيها المسلمون ، أيها
المؤمنون
الشهادة وأجرها وفضلها لا تقتصر على من يموت في
المعركة كشهداء الآخرة الذين ذكرتهم في
الخطبة الأولى ومن الناس من ينال أجر
الشهادة ولو مات على فراشه
فقد
قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله
منازل الشهداء وإن مات على فراشه».
وقد ذكر الرسول الكريم فى بعض أحاديثه
أفرادًا ينالون أجر الشهيد بالرغم من عدم قتالهم للكفار وموتهم في المعركة ومنهم:
التاجر الأمين الصدوق، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): «التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء»، ،
وأتوجه بالخطاب هنا إلى تجار مدينة القدس أن يحرصوا على أن ينالوا مرتبة
الشهداء وأجرهم بفضيلة الثبات على نية الرباط ، وبالمداومة على الصدق
والأمانة في بيعهم وتجارتهم وأن يراعوا
ظروف الناس الاقتصادية فلا يرفعوا الأسعار ،
كذلك نطالب التجار بمساعدة سكان القدس
وضواحيها أن تظل محلاتهم مفتوحة إلى صلاة العشاء
على الأقل ,وأن يعود الناس كسابق عهدهم قبل سنوات عديدة بحيث يتسوقون من المحلات
التجارية داخل البلدة القديمة فإنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"
الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"،وإن هذا يا مسلمون جزء من واجب
الرباط عليكم في أرض الرباط كي يتحقق لكم ثواب الشهداء وأجرهم، فأنتم ترون وتعيشون
استهداف أعدائكم لقدسكم وللمسجد الأقصى ، حتى وصل الأمر بالمرشح الجمهوري الأمريكي
أن يعلن عن نيته زيارة المسجد الأقصى في نهاية العام الجاري بحجة أنه جبل الهيكل ،
وأهل بيت المقدس يقولون له : لا أهلا ولا سهلا ، فهذه زيارة استفزازية مرفوضة لا نقبلها ولا نرضاها ....
يا مسلمون ، يا مرابطون
وحدوا صفوفكم
وتحابوا وتناصروا فهذه أول الواجبات عليكم في هذه الظروف الصعبة التي
تعيشونها ، وعودوا إلى دينكم ، إلى كتاب ربكم ، إلى هدي رسولكم ، واقتدوا بأسلافكم
من الصحابة والتابعين الذين أرغم الله لهم أنوف الجبابرة والطغاة ، وأيقنوا أن
الله ناصركم وأن الله جاعل لكم فرجا وعزا وعلوا في الأرض فأنتم أحباب الله وأحباب
رسوله صلى الله عليه وسلم فوطنوا أنفسكم على طاعة الله وعلى مخالفة النفس والهوى والشيطان
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره
إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، اللهم ارحم موتانا وشهداءنا ،
وأطلق سراح أسر المسلمين ، وانصر المجاهدين في كل مكان
ربنا أصلح أحوالنا في
الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك أمالنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة
أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما
وتفرقنا من كل شر معصوما ربنا لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا
مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالبا أمرا من أمور الخير إلا سهلته له ويسرته
اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم واجعلهم يدا واحدة على من سواهم وانصر اللهم
المسلمين واخذل الكفرة المشركين أعدائك أعداء الدين اللهم اجعلنا باسمك متحابين وعلى نصرة دينك متعاونين
اللهم إنا نستعيذ بك من شر ما خلقت ومن كل عين حاسد ومن شر كل ساحر و نسألك اللهم التوفيق والسداد
والهداية والرشاد وحسن العقبى وحسن الميعاد اللهم أسبغ علينا نعمتك وعلى جميع
المسلمين واملء اللهم قلوبنا بالإيمان والقناعة والزم جوارحنا العبادة والطاعة
واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولإخواننا وأشياخنا ولجميع من سبقنا بالإيمان واتنا من لدنك
رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا واتنا ربنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون" الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ،ونشهد أن الله
وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وبارك عليه
وعلى أله الأطهار وعلى أصحابه الأخيار وعلى التابعين لهم بإحسان على يوم الدين ...
أما بعد أيها المسلمون ، أيها
المؤمنون
الشهادة وأجرها وفضلها لا تقتصر على من يموت في
المعركة كشهداء الآخرة الذين ذكرتهم في
الخطبة الأولى ومن الناس من ينال أجر
الشهادة ولو مات على فراشه
فقد
قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله
منازل الشهداء وإن مات على فراشه».
وقد ذكر الرسول الكريم فى بعض أحاديثه
أفرادًا ينالون أجر الشهيد بالرغم من عدم قتالهم للكفار وموتهم في المعركة ومنهم:
التاجر الأمين الصدوق، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): «التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء»، ،
وأتوجه بالخطاب هنا إلى تجار مدينة القدس أن يحرصوا على أن ينالوا مرتبة
الشهداء وأجرهم بفضيلة الثبات على نية الرباط ، وبالمداومة على الصدق
والأمانة في بيعهم وتجارتهم وأن يراعوا
ظروف الناس الاقتصادية فلا يرفعوا الأسعار ،
كذلك نطالب التجار بمساعدة سكان القدس
وضواحيها أن تظل محلاتهم مفتوحة إلى صلاة العشاء
على الأقل ,وأن يعود الناس كسابق عهدهم قبل سنوات عديدة بحيث يتسوقون من المحلات
التجارية داخل البلدة القديمة فإنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"
الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"،وإن هذا يا مسلمون جزء من واجب
الرباط عليكم في أرض الرباط كي يتحقق لكم ثواب الشهداء وأجرهم، فأنتم ترون وتعيشون
استهداف أعدائكم لقدسكم وللمسجد الأقصى ، حتى وصل الأمر بالمرشح الجمهوري الأمريكي
أن يعلن عن نيته زيارة المسجد الأقصى في نهاية العام الجاري بحجة أنه جبل الهيكل ،
وأهل بيت المقدس يقولون له : لا أهلا ولا سهلا ، فهذه زيارة استفزازية مرفوضة لا نقبلها ولا نرضاها ....
يا مسلمون ، يا مرابطون
وحدوا صفوفكم
وتحابوا وتناصروا فهذه أول الواجبات عليكم في هذه الظروف الصعبة التي
تعيشونها ، وعودوا إلى دينكم ، إلى كتاب ربكم ، إلى هدي رسولكم ، واقتدوا بأسلافكم
من الصحابة والتابعين الذين أرغم الله لهم أنوف الجبابرة والطغاة ، وأيقنوا أن
الله ناصركم وأن الله جاعل لكم فرجا وعزا وعلوا في الأرض فأنتم أحباب الله وأحباب
رسوله صلى الله عليه وسلم فوطنوا أنفسكم على طاعة الله وعلى مخالفة النفس والهوى
والشيطان
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره
إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، اللهم ارحم موتانا وشهداءنا ،
وأطلق سراح أسر المسلمين ، وانصر المجاهدين في كل مكان
ربنا أصلح أحوالنا في
الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك أمالنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة
أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما
وتفرقنا من كل شر معصوما ربنا لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا
مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالبا أمرا من أمور الخير إلا سهلته له
ويسرته اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم واجعلهم يدا واحدة على من سواهم وانصر
اللهم المسلمين واخذل الكفرة المشركين أعدائك أعداء الدين اللهم اجعلنا باسمك متحابين وعلى نصرة دينك متعاونين
اللهم إنا نستعيذ بك من شر ما خلقت ومن كل عين حاسد ومن شر كل ساحر و نسألك اللهم التوفيق والسداد
والهداية والرشاد وحسن العقبى وحسن الميعاد اللهم أسبغ علينا نعمتك وعلى جميع
المسلمين واملء اللهم قلوبنا بالإيمان والقناعة والزم جوارحنا العبادة والطاعة
واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولإخواننا وأشياخنا ولجميع من سبقنا بالإيمان واتنا من
لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا واتنا ربنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وأنت يا مقيم الصلاة
أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم
ما تصنعون"
0 التعليقات:
إرسال تعليق