خطبة
الجمعة
حب النبي
صلى الله عليه وسلم
25/1/
2013
الحمد لله ، أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ،وجعله
للعالمين مبشرا ونذيرا ، وهاديا ودليلا ،فقال سبحانه (وما أرسلناك إلا كافة للناس
بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، من أحبه نال شفاعته ، وفاز في الجنة
بصحبته ،أما من كرهه وأبغضه ،فإنه –ورب الكعبة- من أهل الخزي والهلاك في دنياه
وآخرته ،فالنجاة النجاة أيها الناس ، أحبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فحبه سبيل
لحب الله لكم ، وطريق لتكفير ذوبكم وخطاياكم ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، إذن
تدبروا قول الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم
ذنوبكم والله غفور رحيم ) ...
اللهم إنا نشهدك أنّا نحب محمدا رسولك ونبيك ، فأرضنا وارض عنّا
واحشرنا تحت لوائه يوم القيامة ، ونشهد يا الله أنك وحدك لا شريك لك ، تحيي وتميت
، بيدك الخير ، وأنت على كل شيء قدير ، أكملت بمحمد صلى الله عليه وسلم الدين ،
وأتممت به النعمة على المسلمين ، وجعلت طاعته طاعة لك ، وجعلت معصيته معصية لك ،
فقلت وأنت أصدق القائلين (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم
حفيظا) ...
ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، بشرّ بقدومه الأنبياء من قبله ،
وهتفت الجنّ ببعثته ، ونحن نهتف من بيت المقدس باتباعه ومحبته ،فهو حبيب رب
العالمين ،وقرة عيون المؤمنين ، فلا نامت أعين المبغضين له والكارهين ...
اللهم اجز محمدا صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ...
اللهم صلّ وسلم وبارك عليه ، وعلى آله الأطهار النجباء ، وصل اللهم
على أصحابه الأوفياء ، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمّا بعد ، أيها المسلمون ، أيها المؤمنون :
أسباب حبنا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تحصرها خطبة واحدة
،فمن هذه الأسباب ، أنه صلى الله عليه وسلم تفرد عن باقي الأنبياء والمرسلين ،
بالإسراء إلى بيت المقدس والمعراج منه إلى السماوات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى ،
فكان الإسراء والمعراج له خاصة ، تشريفا له وتكريما ، فاحفظوا يا أهل بيت المقدس
تشريف الله لكم ، أن جعلكم أهل الرباط في أرض الإسراء والمعراج ، فابلغوا سدرة
المنتهى التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم بالمعراج إلى الله سبحانه ،
بالمحافظة على أرضكم ، وعقاراتكم ، وبذل
الوسع في حمايتها من الضياع ، ألستم من يرابط على هذه الأرض المقدسة ، ويرجو جنة
الله ؟ إذن أرجعوا إلى ربكم فاعبدوه ،
واحفظوا دينكم ولا تضيعوه ، والتفتوا
إلى واقعكم الذي تعيشونه من الفوضى والتشتت وبخاصة في العلاقات الاجتماعية والضياع
في الجوانب التربوية ، ماذا على كباركم من العلماء والمثقفين ورجال الإصلاح وأولي الأمر والنهى، لو قاموا قومة رجل واحد ،وبنوا
مؤسسة فاعلة ولجانا ، لحفظ الشباب والشابات ورعاية شؤونهم ، ومتابعة الأسر وحمايتها من التفكك والانهيار؟لماذا لانقلع
شوكنا بأيادينا ؟ وماذا نخسر لو نهضنا
جميعا والتفتنا إلى واقعنا نجمعه على دروب الخير ، ونحارب أسباب الفساد فيه
؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي نعيش ذكرى ميلاده الشريف لا يرضى لنا أن نصلي
ونصوم ونحج ونعتمر ونزكي ثم نزعم أننا أدينا حق الله علينا حتى نغير كل منكر
وضلالة في واقعنا ، فهو صلى الله عليه وسلم يأمرنا بقوله ( من رأى منكم منكرا
فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) وهو
عليه الصلاة والسلام يقول لنا (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، والإمام راع
ومسئول عن رعيته ،والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في
بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ،والخادم راع في مال سيده ومسئول عن
رعيته ،وكلكم راع ومسئول عن رعيته )؟
أيها المرابطون ، أيها المسلمون :
ونحب محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه أعزّالناس نسبا ، وأشرفهم مكانة
وحسبا ، ولأنه الطاهر العفيف ، والصادق الأمين ، لم يسجد لصنم ، ولم يعاقر خمرا ،
ولم يلتفت لامرأة ، في مجتمع كله جاهلية ،
فلماذا يزهد بعض المسلمين وبعض المسلمات بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في
مكارم أخلاقه وعظيم صفاته ، والله تعالى يقول ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم
الآخر وذكر الله كثيرا) ألا تسمعون عن الزنى في مجتمعاتنا ؟ ألا ترون
مقدماته من تبرج واختلاط ؟ متى نقف بحزم لظاهرة المخدرات وسائر المنكرات ؟ ومتى
يتوب المسلمون من السجود للأصنام البشرية التي تبيع البلاد ،وتعتدي على العباد ؟
ألا نتفكر في قول الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم
عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنت لا تعلمون)؟
اللهم إنّا نعوذ بك من الفواحش ما هر منها وما بطن ، ونعوذ بك من
منكرات الأخلاق والأعمال والأهوال
يا عباد الله ، أيها المؤمنون :
ونحب محمدا صلى الله عليه
وسلم لأن قلبه مطهر من الشيطان وحظه ، فقد ثبت أنّ ملكين جاءا وهو صغير السن ،
فأخرجا حظ الشيطان منه ،فلماذا يعيش الشيطان في بعض القلوب ، ويلد فيها ويفرّخ ؟
ولماذا بعض القلوب سوداء لما ران عليها من
المعاصي؟ فتعالوا نخرج حظ الشيطان من قلوبنا ...
بأن نأخذ من حياتنا لموتنا ، ومن صحتنا لمرضنا ، ومن فترة شبابنا
لعمرنا ، فهذا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بمنكبي ابن عمر ويقول له :(كن في الدنيا كأنك
غريب أو عابر سبيل ) ، فأخرجوا يا عباد الله
حظ الشيطان من قلوبكم بطاعة الرسول فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر،
حيث يقول لكم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )،
تعالوا نحّكم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونجعل هوانا تبعا لما جاء به ، فقد
قال لنا عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )
،من كان منكم يا مسلمون يحب أولاده وزوجاته وأقاربه وأمواله أكثر من
حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقدم حبهم على حب الرسول ، فليتحسس قلبه ،
وليراجع إيمانه ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )
اللهم إنّا نسألك حبك وحبّ من يحبك ،والعمل الذي يبلغنا حبك ،اللهم
اجعل حبك أحب إلينا من نفوسنا وأهالينا ،ومن الماء البارد ، يا الله يا أرحم الراحمين ، ويا أكرم الأكرمين ...
يا مسلمون ، يا مؤمنون :
ونحب محمدا صلى الله عليه وسلم ، للآيات التي ظهرت عند مولده الشريف ،
ومنها هزيمة أبرهة الذي جاء يهدم الكعبة ، فرده الله وما معه من الفيلة مقهورا
ذليلا ، وجعل أبا رغال ومن هم على شاكلته ملعونين محقّرين إلى يوم الدين ، وطارت
في الزمان مقولة جدّ النبي صلى الله عليه وسلم ( للبيت رب يحميه ) ، والمسجد
الأقصى هو بيت الله الذي يحميه بإحسان رباطكم فيه ، وثباتكم على الغدو والرواح
إليه في الليل والنهار ، ونحن إذ نستنكر الاعتداء على أسفله وظاهره وكل ما يشمله
اسم المسجد الأقصى ظاهرا وباطنا ، نؤمن أن
الله حافظ لأقصانا ، وأن من أراده
بسوء فإن الله يهلكه ويعذبه ، فمحمد صلى الله عليه وسلم الذي نحبه
بشرنا أننا أهل الجلد والصبر ، وأهل الثبات والخير ، نصبر على اللأواء ، وننصر
ديننا ، ونحافظ على وجودنا ومقدساتنا ،
وأن رباطنا في بيت المقدس قدر الله فينا
، فنعم القضاء ونعم القدر ، فافتخروا يا عباد الله أنكم من المسلمين أولا ، وأنكم
من سكان هذه الأرض المباركة ثانيا ، ألا يكفيكم أنكم لعدوكم قاهرين ، ولدينكم
مظهرين ، ولرسولكم صلى الله عليه وسلم محبين متبعين ، فخذ أيها المسلم المرابط في
بيت المقدس بوصية رسولك ونبيك التي أوصاها
لابن عباس ( إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا
استعنت فاستعن بالله )...
اللهم إنّ نسألك أن ترزقنا أجرنا على ثباتنا وصمودنا ورباطنا ، اللهم
ونستعين بك على توحيد صفنا لنصرة دينك ،
وجمع كلمتنا للسير على نهج رسولك ، اللهم انصرنا
على القوم الكافرين ، ورد عنا كيد وظلم الظالمين ...
أيها المسلمون ، يا أحباب رسول الله :
نحب نبينا صلى الله عليه وسلم
، لأن حبه أصل من أصول ديننا ، لا يكتمل إيمان أحدنا إلا بحبه ، فحبنا لنبينا حب
ولاء واتباع ، وحب طاعة وانتماء ، فهو صاحب معجزة القرآن ، ودستور الرحمن لسعادة
الإنسان ، وما القتل والجوع والخوف والشقاء الذي تحياه البشرية إلاّ لعدائهم للقرآن
الذي بين الله فيه أنه أخذ عليهم وعلى النبيين الميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله
عليه وسلم ،فقال سبحانه (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما
معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال
فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) ، فتعسا للبشرية الكافرة قيادة وشعوبا لخيانتها
عهد الله ولنقضها ميثاقه معه ، ونبشرهم أن النار مصيرهم بكفرهم بالحبيب محمد
ومعاداته ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه
الأمّة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ) وكيف لا يتعس
الغرب ويشقى بكفره وإلحاده وهو يناصب المسلمين العداء وهو صليبي يسير على خطى
أحفاده ، فمالي والصومالي وبلاد الشام وبورما
والسودان وما يسمى بالشرق الأوسط وسائر بلاد المسلمين كلها أرض مفتوحة للصليبين
وحلفائهم ،من أجل مصالحهم الدنيوية ، ولتحقيق أحقادهم الدينية ،و لكيلا يمكن
للإسلام في الأرض ، وحتى لا تقوم له قائمة ، وخابوا وخسروا ، فوجود الإسلام
والمسلمين في الأرض سنّة من سنن الله فيها كسنّة الجاذبية ، وكسنّة خروج الشمس من
مشرقها كل صباح ، فمحمد صلى الله عليه وسلم الذي نحبه باق بدينه وبأتباعه إلى يوم
القيامة ،قال ربنا
عزّ وجلّ ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره
الكافرون . هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون )...اللهم دمّر أعداءك أعداء الدين ، وردهم خائبين خاسرين
محمد صلى الله عليه وسلم
شرح الله صدره وأعلى ذكره ، لأنه رسوله وعبده ، ولأنه أوقف حياته كلها لطاعة الله
وعبادته ، وللدعوة في سبيله ، وما قيمة المسلم إذا لم يوقف حياته لله وهو مخلوق
لعبادته ؟ ألم يضرب الله تعالى مثلا للشاردين من عبادته واتباع شرعه أنهم كالأنعام
؟ فما الفرق بينهما إن لم يسلم الإنسان نفسه لربه عز وجل ؟ فالإنسان يأكل والأنعام
تأكل ، والإنسان يشرب والأنعام تشرب ، والإنسان يذهب للغائط والأنعام تتغوط ،والإنسان
ينكح والأنعام تقضي وطرها وشهوتها ، فإن لم يتميز المسلم عن الأنعام بعبادة الله ،
وبجعل حياته في سبيل الفوز برضا الله والجنة والنجاة من النار كان كما قال الله
تعالى ( أولئك كالأنعام بل هم
أضل أولئك هم الغافلون ) ، جاء معاذ بن جبل يشكو إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن جسمه قد هزل وضعف ، لأنه يسهر طوال ليله مشغولا يفكر في أمر أقضّ مضجعه فقال : يا رسول الله كلمة
أمرضتني وأسهرتني وأسقمتني ، فما هو الذي جعل معاذا يسهر ولا ينام ، ويمرض فلا
يبرأ ، ويهزل فلا يسمن ،هل كان يفكر كيف يتزوج امرأة جميلة ؟ أو كيف يحصل على
المال من حلاله وحرامه ؟ أو كيف يمكر بالمسلمين ؟ لم تكن الدنيا تشغل تفكيره يل
كما قال للنبي صلى الله عليه
اللهم ربنا أرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأجرنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم حبب
إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من
الراشدين ...اللهم اجعلنا من الذين تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة قائلين لهم :
سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين
ياعباد الله : إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساهٍ لاهٍ فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ،واستغفروا
الله إن الله غفور رحيم .
الخطبة
الثانية
حب النبي
صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين ،
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحي ويميت ،
بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه
وخليله ، الهادي البشير والسراج المنير ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما بعد ، يا مسلمون :
لو حكّم الكفار عقولهم ،
وأيقظوا ضمائرهم ، واستجابوا للفطرة التي خلقوا عليها ، لآمنوا بمحمد صلى الله
عليه وسلم وأحبوه ، لأنه صاحب الشفاعة الكبرى يوم القيامة حين يفزع الأولون
والآخرون إليه صلى الله عليه وسلم ، ليشفع لهم عند
ربهم ليخلصهم من هول المحشر بعد أن يعتذر أدم ونوح وإبراهيم وموسى
وعيسى عليهم الصلوات والتسليمات ، فيقول صلى الله عليه وسلم ( أنا لها ، أنا لها
...فيشفع في أهل الموقف لفصل القضاء ) ولو كان الكفار يعقلون لقبلوا يد محمد وقدمه
، لأن الله بعثه أمانا ورحمة للعالمين ، كما قال عز وجل ( وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين )
أيها المؤمنون ، أيها المسلمون :
أما نحن فما لنا لا نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم ونفديه
بأرواحنا وبما ملكنا ، وهو الذي يشفع لأهل الكبائر منا ، حيث يقول ( شفاعتي لأهل
الكبائر من أمتي ) ، وهو الذي يشفع لأناس
من المسلمين أمر بهم إلى النار ألا يدخلوها ،ويشفع في آخرين استوت حسناتهم
وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة ، يقول عليه الصلاة والسلام في أمر الشفاعة يوم القيامة
( فأستأذن على ربي فيقول : يا محمد ، ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع
فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من إيمان فأخرجه من النار )...
يا عباد الله ، يا مسلمون :
محمد صلى الله عليه وسلم الذي نؤمن به ونحبه ، مات وغادر الدنيا إلى
الرفيق الأعلى ، وأورثنا دينه ، قرآنا وسنّة وأحكاما وتشريعا ، وبعد وفاته صلى
الله عليه وسلم خرج أبو هريرة إلى السوق ونادى بأعلى صوته : ميراث رسول الله يقسم
في المسجد وأنتم هنا ، فأسرع المسلمون إلى المسجد ، ثم رجعوا إلى أبي هريرة وقالوا
له : لم نجد ميراثا يقسم ، فقال لهم : فماذا وجدتم ؟ قالوا : وجدنا من يصلي ومن
يقرأ القرآن ومن يجلس في حلقة علم أو ذكر
، فقال لهم : هذا هو ميراث رسولكم ...فيا عباد الله خذوا نصيبكم من ميراث الرسول
صلى الله عليه وسلم ، ولا تضيعوه ، واعمروا مساجدكم وبيوتكم ومجتمعاتكم بهذا
الميراث العظيم الذي به صلاح الدين والدنيا والآخرة ...
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، واجعلنا هداة
مهتدين ، وانصر الدين بنا وانصرنا بالدين ، اللهم ارفع الظلم عن المسلمين في سوريا
ومالي وفلسطين وسائر بلاد المسلمين ، اللهم ألف بين قلوب المسلمين ، وارفع راية
الحق والدين ، اللهم احفظ أقصانا واجعله عامرا بنا وبالمسلمين إلى يوم الدين ،
اللهم كن مع الأسرى والمعتقلين ،أطلق سراحهم ،وفك أسرهم ، وأرجعهم إلى أمهاتهم
وزوجاتهم وأولادهم وبيوتهم سالمين ، اللهم اقض الدين عن المدينين ، وفرج كربات
المكروبين ، اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأهلينا ولمن لهم حق علينا ، واغفر اللهم
للمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم أحينا مسلمين مؤمنين محسنين
,وأمتنا مسلمين مؤمنين محسنين ، وابعثنا من قبورنا مسلمين مؤمنين محسنين برحمتك يا
أرحم الراحمين
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة
0 التعليقات:
إرسال تعليق