خطبة الجمعة
المسجد الأقصى والوضع القائم
6/11/2015م
الحمد لله رب العالمين ، قضى في محكم كتابه أن الخزيّ والخوف والعذاب
لكل من يعتدي على المسجد الأقصى ، فقال سبحانه :" ومن أظلم ممن منع مساجد
الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين
لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرةعذاب عظيم " ... والمساجد في الأية تعني
المسجد الأقصى ذكره الله بصيغة الجمع تعظيما له ...فالمسجد الأقصى له آية
.....سارت فصارت مثلا سائرا ... إذا كان
بالكفر مستوطنا .... أن يبعث الله له ناصرا
فأبشر يا مسجدنا الأقصى فناصرك الله ،ومعك الله ،والمسلمون أتباعك
أحباب الله ..ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، هو مولانا والكافرون لا
مولى لهم ، وهو نصيرنا وناصرنا والكافرون لا ناصر لهم ...سبحانك يا ربنا أعلنت
حربك على من يعادي أولياءك فقلت في الحديث القدسي :"من عادى لي وليا فقد
آذنته بالحرب" ،فيا ربنا نحن أولياؤك ، وقد عادنا أعداؤك ، نستغيث بك اللهم ،
فحربك حربك على أعدائك ،ونصرك نصرك لأوليائك...
ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، لم يرتض الدنية في الدين –حاشاه-
، ولم يقبل أن يعتدى على أعراض المسلمات –حاشاه- ، هو نبي العزة والكرامة ، من
عاداه ندم ، ومن تطاول عليه قصم ، وهو كما وصفه الصادقون : إن الرسول لنور يستضاء
به...مهند من سيوف الله مسلولُ..
فاقتدوا أثره ، والزموا نهجه ، وسيروا على هديه تفلحوا وتسودوا وتنصروا
،وصلوا عليه كما أمركم الله بقوله ::" يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما "...اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ،وصل اللهم على آله
وصحبه وأتباعهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة.... أما بعد :
أيها المؤمنون المرابطون: التصريحات
الأخيرة التي تدعو إلى المحافظة على الوضع القائم في المسجد الأقصى كما يريده
الاحتلال ، تتناقض مع المسلّمات التاريخية والتشريعات الدينية ، والقوانين الدولية
، والأخلاق الإنسانية ،فهي تزعم أن المسجد الأقصى هو جبل الهيكل ، وتزعم أنها
ستسمح للمسلمين بالصلاة فيه ، وتزعم أنها ستسمح لغير المسلمين بزيارته ... يا
مسلمون: انقطع رجل في أوروبا في طريق وكاد أن يهلك ، فمر عليه رجل بسيارته فتوسل
إليه أن يحمله معه ،فأذن صاحب السيارة للرجل بالركوب في سيارته ، فلما ركب في
السيارة قال الرجل لصاحبها : ما أجمل سيارتك ،ولما وصلا منتصف الطريق قال الرجل
لصاحب السيارة : ما أجمل سيارتنا ، فأوقف صاحب السيارة سيارته وطلب من ذلك الرجل
النزول منها فورا ، فلما سأله عن السبب في إنزاله من السيارة ،قال صاحب السيارة :
أخشى إذا وصلنا أن تقول ما أجمل سيارتي وتسلبني إياها ،وهذا هو شأن الاحتلال مع
المسجد الأقصى ،وهكذا تفسر تصريحاته الأخيرة بشأنه... يا مسلمون ،يا عباد الله :
المسجد
الأقصى هو الاسم الذي سماه به الله تعالى فقال :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، فالمسجد الأقصى تسمية قرآنية ،وإذا كان
الله سمّاه "المسجد الأقصى" فكيف يكذبون ربهم ويزعمون أنه جبل الهيكل ؟!ومحمد
صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده هم أهل المسجد الأقصى وخاصته ، ويكفي محمدا صلى
الله عليه وسلم شرفا أن يقول له جبريل عليه الصلاة والسلام وهو في المسجد الأقصى:"
تقدم يا محمد فصل بالأنبياء إماما " ،
فالصلاة في المسجد الأقصى وتعظيم الله فيه بكل
أنواع العبادات هو حق المسلمين ،ويكفيهم شرفا بذلك ، فالإشراف على المسجد الأقصى
ودخول المسلمين إليه هو شأن المسلمين وحدهم ولا دخل من قريب ولا من بعيد لغيرهم
بذلك ، فكيف تصدر تصريحات لا مسئولة وغير مدروسة العواقب تتعلق بأقصانا ومسجدنا ؟
وممن ؟ ممن لا يملكون أي حق فيه؟!أيها المسلمون:ونسأل هنا الاحتلال : ماذا تريدون
بالمحافظة على الوضع القائم في المسجد الأقصى؟
هل هو إبقاء مفتاح باب المغاربة بيد
الشرطة ؟
·
هل هو السماح للمستوطنين بدخول رحاب المسجد كل صباح، وإلى الظهيرة، ثم بعد
الظهيرة لأداء طقوسهم فيه وتدنيس رحابه الطاهرة؟
·
هل هو إبقاء الشرطة والجيش ا يتجولون في ساحاته ويقفون على أبوابه يعتدون
على حراس المسجد الأقصى وعلى المسلمين فيه؟
·
هل هو حجز هويات من يريد الدخول للصلاة في المسجد الأقصى؟
·
هل هو تحديد أعمار المصلين للدخول للصلاة؟
·
هل هو منع الرباط من أجل العلم للرجال والنساء؟
·
هل هو إبعاد ستين مسلمة عن المسجد الأقصى؟
·
هل هو انتهاك حرمة المصلى القبلي وكسر شبابيكه وحرق سجاده، والذي لم يفعله
أي احتلال سابق للمسجد الأقصى؟ إذا كان هذا هو الوضع القائم
الذي تريدونه، فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يرفضونه جملة وتفصيلاً.
إن الوضع الذي يريده المسلمون للمسجد الأقصى ما
كان عليه قبل عام 1967م، محرراً من كل احتلال، تحت ظل العرب والمسلمين؛ لأنه فقط
للمسلمين ، ونذكر كل ظالم بقول الله تعالى"وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"، فيا سوء عاقبتهم حين
يأتيهم أمر الله بأيادي عباده المؤمنين ، حينئذ يصدق فيهم قول الله تعالى :"
ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد
العذاب"
أيها المسلمون أيها المؤمنون: هذا
هو الوضع الذي نريده للمسجد الأقصى لأنه الوضع الذي يمنع سفك الدماء ،ويمنع
الاعتداء على أعراض المسلمات ،وهو الوضع الذي يصنع السلام ويحقق الأمن ، وهو الوضع
الذي تقرره عقيدة المسلمين وحقائق التاريخ ، وكل احتلال كان للمسجد الأقصى كان
احتلالا عابرا مهما طال ، فلا تفرطوا في أقصاكم ،ظلوا فيه وحوله ،وكونوا له ومعه
،تؤجرون وتنصرون وتعزون وتكرمون ،اللهم احفظ لنا أقصانا وأدم رباطنا فيه ، ورد عنه
وعنا كيد الكائدين وعدوان المعتدين.
عباد الله: استغفروا الله فإنه غفور رحيم وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
المسجد الأقصى والوضع القائم
الحمد
لله رب العالمين ،ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا
محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله ، بلغ الرسالة ،و أدى الأمانة ، ونصح الأمة ،
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه
وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد ، أيها المسلمون: الوضع القائم على أرضنا فيه انتهاك صريح
لحرماتنا ،حرمة دمائنا بالإعدامات الميدانية المبررة بمبررات كاذبة ومزورة، وحرمة
أموالنا بهدم البيوت ،ومصادرة الأراضي ،وفرض الضرائب وأمثالها على الناس ، وحرمة
أعراضنا بقتل النساء وضربهن واعتقالهن ،
وهذه الحرمات لا يجوز أن تنتهك بأي حال من
الأحوال ، فتبا تبا لمن يعتدي عليها وتبا
تبا للراضين بها الساكتين عليها ، ماذا ينتظر كل هؤلاء ؟ هل ينتظرون خسفا من
السماء، أم ينتظرون إهلاكا لهم في الأرض؟، فمن للأعراض ؟ ومن للحرمات ، ألم يقرع مسامع المسلمين قول النبي صلى الله عليه
وسلم :"ما من امرىء يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من
عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرىء ينصر مسلما في موضع
ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته"..... يا عباد الله ، يا مسلمون
مرت بكم
قبل أيام ذكرى وعد بلفور ، هذا الوعد الذي أسس للوضع القائم الذي يعيشه شعبنا
وعاشه من عقود ، وضع التشريد والتهجير والنفي والحروب لشعبنا المظلوم والمنكوب
،المنكوب بوعد بلفور ،والمظلوم بسكوت العالم عليه والرضى به ، إنه وعد باطل تتحمل وزره ومسئوليته دول العالم كلها ، وهو وعد
البشر ووعود الناس تزول مهما عمّرت ،وأما وعد الله فباق لا يتبدل ولا يزول ولا
يتغير وقد وعدكم الله بالنصر إذا نصرتموه
،فقال :" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "،فانصروا الله
ينصركم ، واحفظوا دينه يحفظكم ،واعتصموا بحبله ولا تفرقوا يفرج عنكم ما أنتم فيه
من كربات
اللهم
أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين. اللهم أحسن
عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي
الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم برحمتك وفضلك أصلح أحوال المسلمين، أصلح أحوال أمة سيد
المرسلين، اللهم آمنهم في أوطانهم، وأصلح أحوالهم
اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم حبب إليهم
الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين
يا أرحم الراحمين.اللهم أصلح نساء المسلمين، اللهم ارزقهن العفاف، والحشمة،
والحياء، وأعذهن من التبرج والسفور يا رب العالمين.اللهم انصر دينك وكتابك وسنة
نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم من أرادنا وأراد المسجد الأقصى بسوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين، ورد كيده إلى
نحره يا أكرم الأكرمين، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.اللهم ارحم
ضعفنا، واجبر كسرنا، وتولى أمرنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة أحوالنا..
اللهم انصرنا على أنفسنا وانصرنا على أعدائنا، استجب دعاءنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، وأهلك أعداءنا، ولا تخيب فيك رجاءنا، اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، واغفر لجميع المسلمين والمسلمين الأحياء منهم والأموات
وأنت يا
مقيم الصلاة أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله
أكبر والله يعلم ما تصنعون"
0 التعليقات:
إرسال تعليق