من فقه القرآن
من حقوق الأسرى
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
أستاذ الفقه المقارن/ جامعة القدس
www.algantan.com
قال الله تعالى: «حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق، فاما منا بعد واما فداء » محمد آية ٤ من الاحكام المتعلقة بالاسرى ما نذكره في المسائل التالية
المسألة الاولى: الانسان في الاسلام محترم ومكرم لانسانيته (ولقد كرمنا بني آدم).
المسألة الثانية: وقد اقام الاسلام نظامه على العدل والرحمة والانصاف، ومن رحمته انه أمر باطلاق سراح الاسرى، اما بالمنّ عليهم، واما بالافتداء (فاما منا بعد واما فداء).
المسألة الثالثة: وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه منّ على بعض الاسرى، ومن ذلك اطلاقه سراح ثمامة بن اثال سيد اهل اليمامة.
المسألة الرابعة: وثبت عنه صلى الله عليه وسلم ايضا الفداء، فأمر به، ومن ذلك قوله: «اضعفوا الفداء على العباس » وكلّفه ان يفدي ابني اخويه عقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث، فأدى عنهما ثمانين اوقية.
المسألة الخامسة: الاسرى جمع أسير، ويقال في جمع أسير ايضا اسارى.
المسألة السادسة: ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح او ضعيف، او في سنة فعليه، وكذلك لم يرد عن الخلفاء الراشدين المهديين انهم حبسوا انسانا واسروه طيلة عمره.
المسألة السابعة: وقد تكفل الاسلام للأسير بكل ما يليق بانسانيته من مأوى ومحافظة على الصحة والبدن من المرض والسوء والاذى، فكان الاسير يحبس في المسجد، او يدفع الى بعض الصحابة، فيمكث عند الصحابي اليومين والثلاثة والحري بالعالم الذي يزعم التقدم والحضارة اليوم ان يحترم انسانية الانسان، وبخاصة الاسير، فلا يحبسه الا في مكان يحافظ فيه علي صحته، ويمنعه من الاذى والبرد والحر، والا تكون الاتفاقات الدولية حبرا على ورق، او ان يكال بمكيالين.
المسألة الثامنة: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتحدثون مع الاسرى، ويسمعون لآرائهم وطلباتهم، ويستجيبون لما يتفق مع انسانيتهم منها، وقد اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالاسرى، وأمر بحسن معاملتهم، فقال للمسلمين »استوصوا بالاسرى خيرا.
المسألة التاسعة: واعطى الاسلام الاسير حقه في الكساء، وحفظه من العري والتعري، او الالجاء اليها جميعا، لتنافي هذا مع احكام الاسلام وتعاليمه، ولتنافيه مع انسانية الانسان، ولتنافيه مع الذوق والاخلاق والاعراف البشرية، قال جابر بن عبدالله: كان يوم بدر واتي بأسارى واتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم قميصا فكساه، ولم يعرف عن المسلمين انهم امروا الاسرى بخلع ملابسهم والتعري لأي سبب كان.
المسألة العاشرة: ولم يلجىء المسلمون عبر تاريخهم الطويل اسيرا من الاسرى الى الامتناع عن الطعام لفترة يتحقق فيها الخطر على حياته او أقل منها.
المسألة الحادية عشرة: ولعل من نافلة القول ان المطعم للأسير هو من جملة الابرار الذين يستحقون الفوز بالجنة والنعيم المقيم، كما قال سبحانه في صفه الابرار «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا.
المسألة الثانية عشرة: ومنع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين من توقيف الاسرى في العراء، تحت حر الشمس، فقال لهم حين رآهم يفعلون ذلك «لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحرّ السلاح ». وامرهم ان يعطوا الاسرى فترة يستريحون ويقيلون فيها عند الظهيرة وان يسقوهم من الماء البارد، فقال لهم: وقيلوهم واسقوهم حتى يبردوا .
المسألة الثالثة عشرة: واعطى الاسلام الاسير او المسجون الحق في اقامة شعائره الدينية كالصلاة والصيام والاحتفال بالاعياد وغير ذلك، وقد قال احمد بن حنبل رضي الله عنه، عن حاله في السجن اني كنت اصلي بأهل السجن
المسألة الرابعة عشرة: ومن حق الاسير في الاسلام ان يتعلم ما ينفعه ويفيده في الدنيا والاخرة، وقد كان سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام يعلم السجناء معه، فيقول «يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق