خطبة الجمعة
صفقة القرن ومصيرها
23/2/2018م
الحمد لله ..جعل الإسلام
غالبا وقاهرا ومنصورا ..وجعل محمدا صلى الله عليه وسلم ..قائدا هاديا.. وسيفا
ضاربا .. وقمرا منيرا .. فأمة دينها
الإسلام لا تفنى ولا تبيد ..وأمة قائدها محمد صلى الله عليه وسلم لا تهزم ولا تموت
..ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. علقنا قلوبنا به.. وأيقنا بنصره
..فنحن جنوده وهو ربنا ..ونحن عباده وهو ولينا ..قال سبحانه - وهو أصدق القائلين - :" الذين قال لهم
الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم
الوكيل".. اللهم إنك ترى وتعلم أن الأمم تجمع لنا للقضاء علينا وعلى ديننا ..
ونشهدك أنا لا نخافهم ولا نخشاهم .. ولا نقول إلا كما علمتنا .. فحسبنا الله ونعم
الوكيل .. ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله .. بطل الأبطال .. وقائد القادة
الأبرار ..من اتبعه سلم .. ومن عاداه أثم وغرم .. قال وهو الصادق المصدوق :"
وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري"...
محمد أشـرف الأعـراب والعجــم ..محمد خير من يمشي على قدم..محمد حــاكم
بالعدل ذو شـرفٍ.. محمد مـعـدن الأنعام
والحكــم.. محمد خير خلق الله من مضــر محمد خــير رسـل الله كلهـــم.. محمد دينــه حــق نـديــن بـــه .. محمد مجملاً حقاً على علــم.. محمد ذكــــــره روح لأنـفـسنـا .. محمد شكره فرض على الأمم.محمد
صـفــوة الباري وخيرتـه .. محمد طـاهــر من سائر التهم.. محمد طـابـت الدنيــا
ببعـثتـه محمد جــاء بالآيــات والحكـم.. محمد قـائـم للـه ذو هــــمم محمد
خـاتــم للرسـل كلهم..هذا هو محمد أيها الكفار والمنافقون ..فخببتم وخابت صفقاتكم ..صلى
عليه اللهُ في ملكوته ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا..صلى عليه اللهُ في ملكوته ما
عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا..صلى عليه اللهُ في ملكوته ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ
سرى .. وصلى الله على آله وأصحابه .. وعلى
من تبعه وسار على هديه ونهجه إلى يوم الدين ..أما بعد : يا أمة محمد صلى الله عليه
وسلم صفقة القرن التي أعلنتها أمريكا
..سبقتها صفقات قرن عديدة ..على مر التاريخ الإسلامي.. اجتمع فيها الكفر كله ..
للقضاء على الإسلام كله.. منها صفقة القرن .. التي عقدتها قريش الكافرة المشركة ..
في دار الندوة .. ومنها صفقة القرن التي عقدها هولاكو .. مع من حوله من الصليبين والمنافقين من العرب .." يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ
كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"..
أيها المؤمنون : أعلنت أمريكا الهدف من صفقة
القرن على لسان أحد مسئوليها حيث قال :" الإسلام سرطان خبيث داخل جسد مليار
وسبعمائة مليون شخص على ظهر هذا الكوكب .. ويجب أن نطارده .. ويجب أن نستأصله "..ومن
قبله كان قرار قريش الكافرة في دار الندوة .. قتل محمد صلى الله عليه وسلم .. واستئصال
دينه.. ومن بعدها كان هدف هولاكو هو نفس الهدف .. فكان من ضمن رسالته التي أرسلها
إلى قطز مهددا ومتوعدا قوله "نحن لا نرحم من بكى.. ولا نرق لمن اشتكى..
فعليكم بالهرب.. وعلينا بالطلب .. وما لكم من سيوفنا خلاص.. ولا من أيدينا مناص..
يا مسلمون ، يا مرابطون: أما الوسائل لتنفيذ
صفقات القرن .. فكلها متشابهة .. فقريش الكافرة المشركة اتفقت على أسر أو نفي أو
قتل محمد صلى الله عليه وسلم .. ونفذت أبشع أساليب التعذيب اللإنسانية على
المسلمين في مكة كسمية وعمار وبلال ...وأما هولاكو . فقتل الآلآف من المسلمين ..
وحرق دمر وشرّد.. وأما صفقة القرن الحالية التي يشترك فيها العالم مع المنافقين
من العرب ..فأنتم ترون وتعيشون جرائمها في
العراق وفي بلاد الشام .. وفي بلاد المسلمين أينما كانوا وحلّوا ..جرائم تأبى
السباع الضارية المتوحشة أن تقوم بمثلها ..فمن هو السرطان الذي يجب أن يستأصل..إن
السرطان مرض خبيث إذا دخل الجسم أهلكه ..وما نراه من الكفر في العالم هو السرطان الحقيقي .. لأنه يدمر جسم البشرية
في تربيته .. واجتماعه.. وأخلاقه ..واقتصاده..وفي
حضارته ووجوده.. أما الإسلام فقد صنع أعظم حضارة في الدنيا.. وخرّج أفضل
البشر في الدنيا.. وأنشأ أسعد دولة حاكمة في الدنيا.. عاش اليهودي والنصراني
في عدالتها أزمانا عديدة ..وما كان قول
الفاروق عمر :" متى استعبدتم الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " إلا لتحقيق عدالة الإسلام للكتابي الذي
ظلمه مسلم .. وصدق الله ربنا وهو يقول : "لاَ
يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتَّىَ يَرُدٌّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا
وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَت
أَعمَالُهُم فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا
خَالِدُون"
يا عباد الله ، يا أحباب محمد
صلى الله عليه وسلم : صفقات القرن منذ
كانت .. تعلم أنها لا تستطيع أن تبيد المسلمين ..
فحاولت وضع مناهج للمسلمين لإخراجهم من
دينهم .. أما قريش الكافرة المشركة
فقد نشرت مفهوما مضللا في أوساط العرب وهو قولهم لمن دخل الإسلام صبأ..يعني خرج عن
دين الأجداد. وهي صفة ذم .. حتى لا يجرأ أحد على أتباع الإسلام .. ثم اتخذوا وسيلة
التشويش والتضليل كي لا يعرف الناس الإسلام على حقيقته .. قال الله تعالى في ذلك
" وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" .. وأما
هولاكو ..فبمساعدة العرب والصليبين ألف كتابا بديلا عن القرآن ليتبعه الناس أسماه الياسا أو الياسق .. وأما صفقة
القرن الحالية .فلم تقف عند تغيير المناهج الدراسية ..بل تعدتها إلى وسائل الإعلام
كلها .. وبخاصة الفضائيات . التي تغسل عقول المسلمين بكل ما هو ملوث وضلال ..
حتى صرنا نسمع من منافقي هذه الأمة من يزعم أن الأذان إزعاج .. وحتى
صار التطبيع دينا يدينون به ..وحتى صار الإلتزام بأحكام الإسلام والسير على هديه
إرهابا .. وحتى صارت مباريات كرة القدم
أهم من القدس عند بعض المسلمين . وحتى صار المسجد الأقصى يذكر على استحياء عند
ولاة الأمور..وهذا كله وغيره.. لخّص سببه هولاكو
في سطرين اثنين فقط ..أرسلهما إلى قطز ؟؟قال فيهما بالحرف الواحد " لأنكم
أكلتم الحرام .. وتعاظمتم عن نصر الإسلام.. وخنتم الأيمان .. وفشا فيكم العقوق والعصيان
..فأبشروا بالذلة والهوان" ..فليس لكم يا أهل بيت المقدس وأكنافه .. إلا أن
تلجأوا إلى الله .. وترجعوا إلا دينكم .. فالوهن فيكم كثير.. والفساد فيكم كثير .. والضلال فيكم كثير.. وأنتم تعلمون صدق ما أقول ..فالفساد
منتشر في البيوت والجامعات والطرقات ..وفي
والأبناء والبنات ..وكلما كثر الفساد والوهن والضلال .. كلما زاد عليكم
الذل والهوان .." يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إل
وأنتم مسلمون".." يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت
لغد .. واتقوا الله .. إن الله بما خبير بما تعملون ".. يا أيها المسلمون :
أبشروا .. فقادة صفقة قريش الكافرة.. لاقوا مصارعهم بأيادي المسلمين.. وأما هولاكو
فيذكر التاريخ أنه مات بمر ض الصرع .. وهو ينبح نباح الكلاب.. وأبشروا .. فصفقة
القرن المكية الكافرة كان عاقبتها الإسراء
بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد
الأقصى في القدس ..والهجرة إلى يثرب نواة لدولة الإسلام العظيم.. وأما صفقة القرن
الهولاكية فقد تم إبادتها في معركة عين جالوت ..قريبا من القدس ..على أرض فلسطين
.. وأما صفقة القرن الحالية ..فكم ستكون عاقبتها وخيمة .. لأنها تحارب الله
ورسوله.. ومن حارب الله ورسوله حُرب ..
" وأبشروا يا مسلمون ..فقد أرادت
قريش المشركة أن تنهي وجود الإسلام في مكة .
ويأبى الله إلا أن يجعل مكة..
مهبط الإسلام .. ومهوى القلوب.. وأراد هولاكو أن ينهي وجود الإسلام في العراق ومصر
وبلاد الشام ..فكان هلاك جنده وهزيمته فيها.. وصفقة القرن الحالية تريد أن تخرج
القدس والمسجد الأقصى وشعب فلسطين من
الأرض والتاريخ ودين الإسلام .. ويأبى الله إلا أن يجعل الطائفة الظاهرة
المنصورة .. على أبواب القدس .. وعلى
أبواب دمشق .. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" .. جاء
في الحديث الشريف :" يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة
فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ" فاللهم أهلك الكفرة
والمشركين.. واقتل الخونة والمنافقين.. وأعل كلمة الإسلام وانصر المسلمين..عباد الله : استغفروا الله
فإنه غفور رحيم .. وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة..
الخطبة الثانية
صفقة القرن
الحمد لله رب العالمين .. لا ربّ لنا سواه .. ولا نشكو ضعفنا إلاّ له .. اللهم أنت
حسبنا ومولانا ونعم الوكيل .. نشهد أنك لا
إله إلا أنت .. سبحانك إنا تبنا إليك وإنا من المسلمين .. ونشهد أن محمدا عبدك ورسولك .. اللهم صل وسلم
عليه وعلى آله كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .. اللهم وبارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، أما بعد ،
يا مسلمون :إن القرن هو المجموعة من الناس الكثيرة أو القليلة التي
تعيش في زمن معين ..فإذا اتفقوا على الضلال ومعاداة الرسل .. كان مصيرهم الهلاك
والعذاب من الله ، ونذكر أصحاب صفقة القرن الحالية بقول الله تعالى :" أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ
الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا
يَسْمَعُونَ" ..والله عزّ وجلّ يهلك الدول ويأذن بزوالها
..إذا اجتمع حكامها على قتل المسلمين وعلى القضاء على الدين ..وإذا سكت الناس
فاتبعوهم خوفا أو طمعا ..قال الله ربنا :" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا
مترفيها "..أي أمرناهم بالطاعة .."ففسقوا فيها" .. أي: فعملوا المعاصي ونشروا الكفر.."
فحق عليها القول " أي وجب لها العذاب
.. فدمرناها تدميرا" ..وإننا نحذر كل دولة ظالمة تلعب بمصائر المسلمين ..
وتعتدي على مقدساتهم وتاريخهم .. وتعمل على تزييفها وإنكارها.. وننصحها أن تعتبر
بما حدث لمن سبقهم من قرون ودول..فالله لهم بالمرصاد .. فهو يقول :" وكم
أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك
بذنوب عباده خبيرا بصيرا"..ونقول لهم : إن القدس والمسجد الأقصى لن تخرجا من عقيدة المسلمين
وتاريخهم.. فهما آيات في القرآن ..وآيات القرآن لا تمحى ولا تزول..وأما أنتم يا
مسلمون:فالتفوا حول كتابكم.. واعتصموا بدينكم .. واجعلوا المسجد الأقصى داركم
ومآواكم.. فشدوا إليه الرحال في كل وقت وحين..
ولا تخذلوه كما يخذله العرب.. فاللقدس نسبكم.. وفي المسجد الأقصى حسبكم..
وفي الرباط تقرير مصيركم ..دخل النبي صلى الله ذات يوم في بيته وهو يقول: لا إله
إلا الله .. ويل للعرب من شر قد اقترب .. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذا
وحلّق بأصبعيه فقالت له زينبيا رسول الله أنلك وفينا الصالحون ؟ قال :نعم إذا كثر
الخبث" .. والخبث يا عباد الله هو الزنا وكل معصية ومنكر.. فالحذر الحذر من
الهلاك .. حاربوا الزنا والفواحش والمنكرات .. ولا تجعلوا لها وجودا في مجتمعاتكم
..فإن الهلاك والعذاب لمن عصى الله ونشر عصيانه وأصرّ عليه أقرب إليه
من شراك نعله .
. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ، فاشغله بنفسه.. واجعل تدبيره تدميرًا عليه ...اللهم رد كيد
زعماء صفقة القرن إلى نحورهم .. واخزهم واخز من والهم.. ودمرهم تدميرا..اللهم إن
المسجد الأقصى قبلة رسولك .. ومسراه ومعراجه إليه .. فحطه بعنايتك.. واجعله في
كنفك ورعايتك.. وحرره تحريرا.. يا ربنا ومولانا اجبر خواطرنا بنصرك .. واجمع شملنا
على دينك.. وانصرنا على من بغى علينا .. واجعلنا من أوليائك .. وارزقنا حاكما
صالحا يحكمنا بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم..اللهم ألف بين قلوب
المسلمين.. واجمع كلمتهم على نصرة الدين ..اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولآهلينا
..ولمن لهم حق علينا ولسائر المسلمين والمسلمات
.. وتوفنا مسلمين .. وألحقنا بالصالحين السابقين المقربين.. وأنت يا أخي
الكريم أقم الصلاة...
0 التعليقات:
إرسال تعليق