ما يلزم قارىء القرآن من تعظيمه وحرمته
رقائق إيمانية
الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
• لأن المسلم يحرص على قراءة القرآن وتلاوته في كل وقت وحين ، وبخاصة في شهر رمضان المبارك ، فهذه أمور يلزم قارىء القرآن الكريم أن يعمل بها ، وهي أولا : لا يجوز مسّ المصحف إلا لمن كان طاهرا من الحدثين الأصغر والأكبر ، بأن يكون متوضئا ، وغير جنب ، وكذلك المرأة ألا تكون حائضا أو نفساء ، قال الله تعالى في سور الواقعة (79): (لَا يَمَسُّهُ إِلَاّ الْمُطَهَّرُونَ) ، وهو قول جمهور الفقهاء ومنهم مالك والشافعي ، ثانيا : أن يستعمل معجون الأسنان أو السواك ، لأن الفم طريق من طرق القرآن ، فتطهيرها وتنظيفها يلزم قارئه ، ثالثا : أن يلبس ثياب نظيفة وحسنة ، لأنه بقراءة القرآن يجلس بين يدي ملك الملوك ، رابعا : استقبال القبلة أثناء القراءة ، خامسا : أن يستعيذ بالله عند ابتداء القراءة ، لأن القرآن الكريم كلام طاهر من رب طاهر ، والاستعاذة غسل لما صدر من اللسان من الكلام المحرم واللغو ، وهذا غسل معنوي ، فيقرأ القرآن بلسان طاهر ، سادسا : أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم بعد الاستعاذة ، سابعا : أن يحرص على عدم التثائب ، فإذا تثائب أمسك عن القراءة ، ثامنا : لا يقطع قراءته للحديث مع الناس ، والتكلم معهم من غير ضرورة ، تاسعا : أن يخلو بالقراءة ، يعني : يبتعد عن الناس حتى لا يقطع عليه أحد قراءته ، لأنه عن فعل ذلك زالت الحكمة من الاستعاذة ، عاشرا: أن يقرأة بتؤدة واطمئنان ، يعني بالترتيل والترسيل ، الحادي عشر : التفكر والفهم فيما يتلو ويقرأ ، حتى يفهم ويعقل ما يقرأ من آيات القرآن الكريم ، الثاني عشر : إذا قرأ آية فيها وعد من الله تعالى يقف عندها ويسأل الله من فضله ، مثال : إذا قرأ آية يعد الله بها المسلمين بالجنة أو بالمغفرة ، توقف عن القراءة ، وسأل الله الجنة أو المغفرة ، الثالث عشر : وكذلك إذا قرأ آية فيها وعيد ، مثل الوعيد بالعذاب أو بالنار ، توقف عن القراءة ، واستعاذ بالله من النار أو من العذاب ، الرابع عشر : أن يقف عن أمثال القرآن فيمتثلها ، الخامس عشر : أن يؤدي كل حرف من حروف كلمات القرآن حقها من النطق الصحيح حتى يبرز كلام القرآن تماما واضحا ، السادس عشر : عند الانتهاء من القراءة يُصدٌ الله تعالى ، ويشهد بالبلاغ للرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشهد على أن ذلك كله حق ، فيقول : " صدقت ربي ، وبلّغتَ رسلك ، وإنا على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط ، ثم يدعو بما شاء من الدعوات " ، وهذا بدل أن يقول " صدق الله العظيم " عند الانتهاء من القراءة ، السابع عشر : أن يقرأ السورة كلها أو بعضها ، ولا يقرأ من كل سورة بعض آيات ويفرق القراءة في الجلسة الواحدة ، فقد رويَ أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بسيدنا بلال رضي الله عنه وهو يقرأ من كل سورة شيئا ، فأمره أن يقرأ السورة كلها ، الثامن عشر : ألا يضع المصحف منشورا من غير قراءة ، التاسع عشر : ألا يضع كتبا فوق المصحف ، وذلك حتى يظل المصحف عاليا لحرمته لأته كلام الله تعالى ، التاسع عشر : أن يضعه على شيء إذا قرأه وهو بين يديه ولا يضعه كما نرى اليوم على فخذيه ، أو بينهما ، أو عند قدميه ، كما هو مشاهد من عديد العوام من المسلمين ، العشرون : إذا غسله بالماء أن يتوقى أماكن النجاسات ، والأماكن التي يطأها الناس ، لأن هذه الغسالة لها رحمتها ، الحادي والعشرون : ألا يمرّ عليه يوم دون النظر في القرآن والقراءة فيه ، فالقرآن مكون من ثلاثين جزءا ، ويمكن للمسلم تلاوة القرآن كاملا في شهر ، إذا خصص لكل جزء من أجزاء القرآن نصف ساعة أو أكثر بقليل ، الثاني والعشرون : أن يقرأ من المصحف ولا يقرأ من البلفون دائما ، وهذا ليس على سبيل المنع ، ولكن حتى يعطي اليد حظها من حمل المصحف ، كما هو يعطي العين حظها من النظر فيه ، ولذلك أيضا نقول : أن لا يقرأ دائما من صدره عن كان حافظا له ، بل لنفس الحكمة يقرأه من المصحف مباشرة ، ففي ذلك عون له على مراجعة وتثبيت ما يحفظه ، فضلا عن فضل النظر في المصحف وحمله ، الثالث والعشرون : ألا يتأوله عندما يعرض له شيء من أمر الدنيا ، مثل أن تقول لشخص جاءك" جئت على قدر يا موسى " أو تعطي شخص شيئا وتقول له " خذها ولا تخف " ، فهذه من الأخلاق الرذيلة لقارئ القرآن ، الرابع والعشرون : ألا يقرأه بلحون أهل الغناء كما يفعل بعض القرّاء اليوم فهذه لحون أهل الفسق ، الخامس والعشرون : أن يبدأ القراءة حين ختمه مباشرة فإذا وصل سورة الناس ، قرأ الفاتحة وأول خمس آيات من البقرة استعدادا لبدء قراءة ختمة جديدة ، وهذا سمّه النبي صلى الله عليه وسلم " بالحال المرتحل "،ملاحظة : معظم ما ذكرته منقول بتصرف من التفسير الجامع للقرآن للقرطبي
والحمد لله رب العالمين
0 التعليقات:
إرسال تعليق