تعديل

الأربعاء، 19 مارس 2025

المرأة منحة وفتنة

المرأة منحة وفتنة

رقائق إيمانية
الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
المرأة الفلسطينية الصالحة تاج على رأس كل نساء الدنيا ، فهي أم مربية مضحية ، وهي زوجة معينة صابرة، وهي ابنة بارة طائعة ، وهي أخت حانية محبة ، وهي قريبة تترقب كل خير لأهلها وأقاربها ، وهي بهذه الميزات كلها تجمع صفة نادرة الوجود في النساء من حولها وهي صفة الجلد والصبر على اللأواء وضنك العيش ، فهي إما أم لشهيد أو زوجة لأسير أو ابنة لرجل عصامي لا يكاد دخله يكفيه ، وفي كل هذه الحالات فهي محتسبة أجرها على الله تنتظر منه سبحانه الفرج العاجل القريب في الدنيا على أحرّ من الجمر ، وترجو رضوان ربها ورحمته في الآخرة ، وهذا في كل أشهر السنة من حياتها ، ولكنها في شهر رمضان المبارك تجمع مع ذلك كله امتيازها في العطاء اللامحدود والمتواصل ، فهي في الليل تظل قلقلة لا يهدأ بالها ولا تكاد تغفو عينها حتى تطئمن أن افراد أسرتها من زوج وأولاد وبنات وربما من كنّات وأحفاد قد تناولوا وجبة السحور ،وتركوا فراشهم لأداء صلاة الفجر ، وأثناء نهار رمضان ترعى شئون بيتها ولا تكاد تنتهي من ذلك حتى تقضي سحابة نهارها تعد الطعام لمن صام من أفراد أسرتها ولمن يكون ضيفها في رمضان ، وهي بذلك تحوز أجر الصيام وأجر من صام ، فعن أنس بن مالك قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار، وأكثرنا ظلاًّ صاحب الكساء، فمنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوامون وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".، فالمرأة في رمضان حصل لها أجر عملها ومثل أجر من صام من أفراد عائلتها ، وإذا عرفنا أن البخاري ذكر هذا الحديث في باب (فضل الخدمة في الغزو) ندرك أن ما تقوم بها نساؤنا في شهر رمضان يضاهي أجر الغازين في سبيل الله ، ومع كل هذا الجهد والفضل لهذه المرأة نجد بعد ذلك زوجا يشتمها أو يقلل من شأن عملها أو يرفع صوته عليها وينسى أنه في نهاره كان متكئا على أريكته مستسلما للراحة والنوم،فما أقبحه من رجل ! وما أسوأ أخلاقه ؟ ألا يعلم أن واجب مثل هذه المرأة أن نكرمها بالكلام الطيب والثناء الجميل ، وأن نكرمها في العيد بالعطاء الواسع أو المقبول الذي يناسب حجم جهدها ، ومقدار نصبها وتعبها ، وقد قال من سبقنا ( ألأجر على قدر المشقة) ، وأنا أقول : تريد منك المرأة منك إنسانا يعطي لأهل الفضل فضلهم، فشكرا شكرا لقوارير فلسطين الصالحات القانتات ، وهذه هي المرأة التي هي منحة ، أما المحنة في المرأة ،ففي النساء فتنتان هما أولا:أن الزوجات يؤدين إلى قطع الأرحام،، حيث تأمر الزوجة زوجها بمقاطعة أمه وأخواته وإخوانه وأقربائه،وكذلك تفعل الحماة ، والمرأة المسلمة تجمع ولا تفرق، وتحبب ولا تبغض ، لأن خير الناس عند الله من كان مفتاحاً الخير، وشر الناس من كان مفتاحاً للشر، ثانيا : الرجل يضطر إلى جمع الأموال من حلالها وحرامها، ليرضى زوجته، وليحقق لها طلباتها التي قد تكون تافهة وغير ضرورية، ونلاحظ أن بعض الزوجات، تنفق مئات الشواقل لشراء السكاكر وأشباهها وهي في غنى عن هذا الإنفاق الطائل، وبعضهن تنفق الآف الشواقل لشراء الكماليات التي وجودها في البيت وعدمها سيان، ومن الفتنة في النساء أيضا الزنا، والاختلاط بهن بغير حاجة، أو إذن من الشارع، ورؤيتهن متبرجات، مائلات عن الحق، مميلات لقلوب الرجال إلى فاحشة والحرام، والزواج من غير المسلمات، والعزوف عن النكاح الحرائر المسلمات ، ولشدة قباحة فتنة النساء المحرمة أعني الزنا ومقدماته، فقد أوجب الشريعة الإسلامية عقوبة الرجم على الزاني المتزوج ( المحصن) ، وعقوبة الجلد على الزاني الأعزب، ورمضان شهر فرصة سانحة كي تصلح الزوجة من نفسها، فلا تدعو زوجها إلى قطع رحمه،وفي نفس الوقت أن يكون الزوج عاقلا، فلا يستجيب لزوجته بقطع رحمه ، وأن تقتدي المرأة بمن سبقها من نساء السلف الصالح، حيث كانت الزوجات المسلمات الأوائل، قبل أن يخرج زوجها إلى عمله توصيه قائلة: اتق الله ولا تطعمنا إلا حلالا، وأن تحرص النساء على قطع كل أسباب فتنة الرجال بها، وهي مأجورة على ذلك وهذا يكون: بالتزامها بآداب اللباس الإسلامي للمرأة المسلمة وألا تخالط إلا محارمها، وأما غير محارمها فعند الحاجة، ووفق أحكام الشريعة، وأن تتصف المرأة بالرشد في النفقة، فلا تحرم نفسها مما أباح الله لها من الطعام والشراب وغيرهما، ولكن من غير إسراف ولا بذخ، وأن ترتقي بنفسها كإنسانة عن غيرها من المخلوقات الحية، فالمخلوقات الحية بما فيها الإنسان تأكل وتشرف وتتغوط وتنام، ولكن الإنسان علاوة على ذلك، فقد وهبه الله عقلا، ليكون سببا في تكليفه بعبادة ربه، فهو مخلوق للعبادة وليس للأكل والشراب والشهوات كما قال الله عز وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، وأن تحسن الزوجة إلى قريبات زوجها وأقاربه وبخاصة أم زوجها وأخواته، وأن تحسن أم الزوج إلى كنتها(زوجة إبنها)، بأن تتقبل أن ابنها صار مستقلا عنها بزوجته وأولاده، فلا تتدخل في شؤونهم إلا ضمن قاعدة( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، والكلام هنا يطول وذو شجون ، ولكن حسبنا أن نقول:اتقين الله يا نساء المؤمنين .
والحمد لله رب العالمين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More